تناتيش
ضيفنا الكريم:
سجلاتنا في منتدى تناتيش
تفيد بأنك غير مسجل لدينا ، وكم هي سعادتنا عند قيامك بالتسجيل ، لتصبح واحدأ من أسرة المنتدى

نتمنى لك دوام الصحة والعافية


الناس في استقبالهم لرمضان Up


تناتيش
ضيفنا الكريم:
سجلاتنا في منتدى تناتيش
تفيد بأنك غير مسجل لدينا ، وكم هي سعادتنا عند قيامك بالتسجيل ، لتصبح واحدأ من أسرة المنتدى

نتمنى لك دوام الصحة والعافية


الناس في استقبالهم لرمضان Up


تناتيش
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تناتيش


 
التسجيلالرئيسيةأحدث الصوردخولللتواصل مع الإدارة

 

 الناس في استقبالهم لرمضان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أيمن بركات
المدير العام
المدير العام
أيمن بركات


ذكر عدد الرسائل : 172
البلد : أرض الكنانة
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 18/06/2008

الناس في استقبالهم لرمضان Empty
مُساهمةموضوع: الناس في استقبالهم لرمضان   الناس في استقبالهم لرمضان I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 02, 2008 1:45 am

الناس في استقبالهم لرمضان

إن الناس في استقبالهم لرمضان على صنفين:
الصنف الأول: الذين يفرحون بهذا الشهر، ويسرون لقدومه؛ وذلك لأسباب:
أولاً: أنهم عودوا أنفسهم على الصيام، ووطنوها على تحمله، ولهذا جاء في السنة النبوية استحباب صيام أيام كثيرة: كصيام الاثنين، والخميس، وأيام البيض، ويوم عرفة لغير الحاج، ويوم عاشوراء مع يوم قبله أو يوم بعده، وصيام شعبان…، وغير ذلك من أنواع الصيام المستحب، الذي شرعه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته؛ ليعتادوا الصوم، ويتزودوا من التقوى.
وأثر ذلك واضح في الواقع؛ فإنك تجد الذي يصوم النفل - أيام البيض على الأقل- لا يستثقل صيام رمضان؛ بل هو عنده أمر طبعيّ، لا كلفة فيه ولا عناء، وأما الذي لا يصوم شيئًا من النافلة، فإن رمضان يكون عليه ثقيلاً شاقًا.
ولقد كان السلف مثالاً رائعًا في الحرص على النوافل، وروي عنهم في ذلك قصص عجيبة، ومن ذلك:
أن قومًا من السلف باعوا جارية لهم لأحد الناس، فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات؛ لاستقبال رمضان – كما يصنع كثير من الناس اليوم-، فلما رأت الجارية ذلك منهم، قالت: لماذا تصنعون ذلك؛ قالوا: لاستقبال شهر رمضان. فقالت: وأنتم لا تصومون إلا في رمضان؟! - واللهِ - لقد جئت من عند قوم السنةُ عندهم كأنها كلها رمضان، لا حاجة لي فيكم، ردوني إليهم. ورجعت إلى سيدها الأول.
وكان لدى الحسن بن صالح جارية، فاشتراها منه بعضهم، فلما انتصف الليل عند سيدها الجديد، قامت تصيح في الدار: يا قوم، الصلاة.. الصلاة، فقاموا فزعين، وسألوها: هل طلع الفجر؟ فقالت: وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة؟!

فلما أصبحت رجعت إلى الحسن بن صالح، وقالت له: لقد بعتني إلى قوم سوء؛ لا يصلون إلاالفريضة، ولا يصومون إلا الفريضة؛ فردني، فردّها.
ثانيًا: أنهم يعلمون أن الامتناع عن اللذات في هذه الدنيا سبب لنيلها في الآخرة، فإن امتناع الصائم عن الأكل، والشرب، والجماع، وسائر المفطَّرات في نهار رمضان طاعةً لله - سبحانه وتعالى _ يكون سببًا في حصوله على ألوان الملذات الخالدة في الجنة، فَلِقُوَّة يقين المتقين بذلك؛ يفرحون بقدوم هذا الشهر الكريم.
وعلى النقيض من ذلك حال المنغمسين في الملذات المحرمة في هذه الدنيا؛ فإن انغماسهم فيها يكون سببًا في حرمانهم منها يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة، إلا أن يتوب([1]). وإنما يحرم من شربها يوم القيامة -وإن دخل الجنة-؛ عقابًا له على تمتعه بخمر الدنيا، وهي محرمة عليه، وفي حديث آخر: من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة([2]).
ثالثًا: أنهم يدركون أن هذا الشهر من أعظم مواسم الطاعات، والتنافس في القربات، ويعلمون أن الله سبحانه وتعالى يجري فيه من الأجور مالا يجري في غيره من الشهور، فلا غرو أن يفرحوا بقدومه فرح المشتاق بقدوم حبيبه الغائب، أو أعظم من ذلك.
هذا هو الصنف الأول من الناس في استقبال شهر رمضان.

الصنف الثاني: الذين يستثقلون هذا الشهر، ويستعظمون مشقته، فإذا نزل بهم فهو كالضيف الثقيل، يعدون ساعاته وأيامه ولياليه، منتظرين رحيله بفارغ الصبر، يفرحون بكل يوم يمضي منه، حتى إذا قرب العيد فرحوا بدنو خروج هذا الشهر، وهؤلاء إنما استثقلوا هذا الشهر الكريم، وتطلعوا إلى انقضائه؛ لأسباب منها:
أولاً: أنهم اعتادوا على التوسع في الملذات والشهوات: من المآكل، والمشارب، والمناكح، وغيرها، فضلاً عن مقارفتهم للذَّات المحرمة، فوجدوا في هذا الشهر مانعًا وقيدًا يحبسهم عن شهواتهم، ويحول بينهم وبين ملاذّهم؛ فاستثقلوه.
ثانيًا: أنهم قوم عظم تقصيرهم في الطاعات، حتى إن منهم من قد يفرط في الفرائض والواجبات ، فإذا جاء هذا الشهر التزموا ببعض الطاعات، فترى بعض المفرطين المقصرين الناكفين، يترددون في هذا الشهر على المساجد، ويشهدون الجمع والجماعات، ويواظبون على الصيام والصلاة كل يوم؛ فبسبب هذا الالتزام الذي لم يألفوه ولم يتـوطنوا عليه؛ اسـتعظموا حِمْلَ هذا الشهر.
ومما يناسب إيراده هنا: ما ذكره ابن رجب وغيره، أن غلامًا سفيهًا، لما أقبل عليه رمضان ضاق به ذرعًا، وأخذ ينشد:
دعاني شهر الصوم - لا كان من شهر- *** ولا صمت شهرًا بعده آخـر الدهـر
فلــو كـان يعديني الأنـام بقـوة *** على الشهر لاستعديت قومي على الشهر

ومن ذلك ما يتماجن به بعض الشعراء كقول أحدهم عن الخمر :
رمضـان ولّـى هاتـها يـا ساقي *** رمضـان ولّـى هاتـها يـا ساقي

وهكذا حال المسرفين الذين يستثقلون رمضان؛ لأنهم سيفارقون ما ألفوا من الشهوات، ويلتزمون ببعض العبادات، هذا مع ضعف يقينهم بما أعده الله - تبارك وتعالى- للمؤمنين، وعدم استحضارهم لفضل هذا الشهر، وما فيه من الأجور العظيمة، فلا عجب ألا يجدوا من اللذة والفرح والسرور بهذا الضيف الكريم ما يجده الصادقون المؤمنون.

من كتاب ( دروس للصائمين )
لفضيلة الشيخ الداعية / سلمان بن فهد العودة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abarakat.mam9.com
 
الناس في استقبالهم لرمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تناتيش :: المنتديات الإسلامية :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: